الثلاثاء، سبتمبر 07، 2010

اغتراب

واحد
جنب مجموعه
بس
مجموعه اصفار على الشمال

السبت، ديسمبر 26، 2009

بعد الفراق

مشاعري
بين يديها
عرائس ماريونيت

الأحد، يونيو 01، 2008

من "تغريدة البجعة" و "كيرياليسون"


- 12 -

" تنويعات على حالة الشيزوفرينيا اتهمنى بها الطبيب!!"

كثيرًا ما يشغلنى شاغل أتحير في إيجاد أسباب له، أو حتى تبريرات..فبعد أن استتب الغزو الوهابي على أرض مصر، عن طريق حشود المدرسين والأطباء والموظفين وحتى العمال الذين عملوا لفترات طويلة بالمملكة العربية السعودية ثم عادو.. تغيرت أنماط الحياة بمصر كثيرًا، هجرنا تقريبًا سماع التلاوة الرائعة الجميلة لعبد الباسط، ومحمد رفعت، ومحمد صديق المنشاوي وغيرهم، وصار الناس يميلون بذوق عام تم إفساده إلى أصوات مفتعلة للحزيفى والسيديسى والثُّمّنى وغيرهم، وبتنا نستمع إلى سرسعات خليجية ونهمل عبد الحليم وأم كلثوم ونجاة.. وغزت مطابخنا الكبة والتبولة والمقلوبة ولم يبق لنا إلا أن نأكل الجراد والضب..

الشيزوفرينيا بدأت في مجتمعي أيها الطبيب.. أنا مجرد عرض لها.. عبرت الزمن فجأة من عصر المينى جيب والشورت الساخن إلى الإسدال والخيام السوداء التي ترفع طرف النقاب لتدخل في فمها ملاعق الكشرى أو عصا الأيس كريم .. حاولت أن أحلل تلك الظواهر مستعينًا بقراءتى أو بالكتب المتخصصة، أو حتى مستعينًا بصديق، وفشلت تمامًا..

أحيانًا أستيقظ في الصباح الباكر وأفتح الراديو على صوت الموسيقا الكلاسيك أو على إذاعة القرآن الكريم إذا ما ضاقت بصدري الهموم.. انتهت التلاوة الجميلة ونوه المعلق باستضافة شيخ أزهري جليل سيرد على أسئلة المستمعين.. ثم توالت الأسئلة العبثية التي تعود بنا إلى عصور ما قبل التاريخ، ولم يكن الشيخ الجليل يهملها أو يوئنب سائلها بل يرد عليها بحكمة العالم الفذ والمتدين الورع.. ثم جاء سؤال غريب من مستمع: هل كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشون جواره أو خلفه؟! في الوقت الذي تدكنا فيه أمريكا بالقنابل الذكية في سبيلها لإبادتنا، كان المستمع الكريم مشغول بهذا السؤال؟.. وبدلاً من أن يوبخه الشيخ الجليل بأدب أو ينهره أو حتى يفهمه خطأه .. بسمل وحوقل واستعاذ ثم تنحنح وقال: إن صحابة الرسول كانوا يمشون معه حسب أشعة الشمس فلو كانت أشعتها خلف النبي أو في مواجهته فسيمشون بجواره لأن ظله الكريم.. وإن كانت أشعة الشمس من يساره فظله الكريم سيكون على يمينه وصحابته سيكونون عن يساره حتى لا يطأون ظله وهكذا.

أغلقت الراديو وجلست أفكر.. كان النبي الكريم يأكل مع صحابته من قصعة واحدة ويقتسم معهم الخبز المقدد ويشاورهم في الأمر، لكنني لم أسمع أبداً أنه كان يشغلهم بمسائل وعلوم البصريات..

كنت بمقر الجريدة الأسبوعية المستقلة أصحح بروفاتها قبيل صدور العدد.. استأذننى زميلي وليام لعمل مكالمة من جهازى المحمول.. انشغلت عنه بالمراجعة وتركته يتكلم.. تكلم عدة دقائق وشكرني. أنهيت عملي وانصرفت من مقر الجريدة.. وأثناء سيرى رن المحمول.. كان الرقم مجهولاً بالنسبة لى وترددت قليلا في الرد عليه ثم استجبت.. أتانى صوت رقيق يقول لي: ممكن أكلم الأستاذ وليام؟.. أخبرتها بأنى غادرت مقر الجريدة وتركته هناك..

قالت لي: إنت زميله ؟

.. رددت بالإيجاب.

- طب اسمك إيه ؟

قلت : مصطفى

- مصطفى وصاحب وليام.. حلوه دي.

- وفيها إيه يعني؟

- لأ مفيهاش.. إنت مالك عصبي كده؟

- أنا مش عصبي.. بس ممكن تكلميه في الجورنال.

- إنتَ زهقت منّى؟

استمر هذا الحوار العبثي طويلاً.. وتطرق بنا إلى مناطق شائكة، بداية من هل أنت مرتبط؟ وهل لديك مكان؟.. ما الألوان التي تفضلها في الملابس الداخلية الحريمى؟.. وانتهى بموعد في الغد..

كان الفضول هو باعثي الوحيد على تحديد الموعد رغم اننى أحسست بعدم الرضا عن استجابتى لها التي تمثل خيانة وليام.. ولم أشعر بارتياح إلا عندما كلمته في مكتب الجريدة، فوجدنه وحكيت له ما حدث بالتفصيل.. ضحك بشدة وقال لي: ع البَرَكة.. سألته: إنت مش مضايق؟.. أجاب ضاحكا: يا عم كبر دماغك.. هي كانت مراتي. دي يدوب مصدر من مصادري..

كانت قد وصفت لي نفسها بأنها جميلة ووزنها مش بطال ومطلّقة ولديها ثلاثة أطفال لكن لا يبين عليها هذا أبدًا، من يراها يعتقد أنها مازالت عذراء.. كنت أراهن نفسى على أن نسبة الصدق في كلامها لا تتعدى عشرة في المائة.. الحادبة عشرة بالضبط كان المحمول يرن، وكانت حضرتها واقفة بالقرب من المنزل كما قالت لي، في انتظار الصعود.. وصفت لها الشقة، ونبهتها إذا سألها البواب أن تقول له إنها صاعدة لعيادة الدكتور ذهني بالخامس، وتصعد بالمصعد للدور السادس.. لم يكن من عادتى أن أطلب هذا الطلب إلا من محترفى الدعارة اللواتي ينم مظهرهن عن ابتذال.. رن جرس الباب رنات متقطعة خفيفة.. فتحت وفوجئت وتسمرت.. كانت أمامى سيدة بالنقاب والإسدال واقفة في مواجهتى.. قبل أن أهم بإغلاق الباب في وجهها همست: مش حضرتك الأستاذ مصطفى؟

بمجرد أن هززت رأسي دفعتنى بقوة إلى الداخل، وأغلقت الباب خلفها وهي تهمس بصوت يشبه صوت الفحيح: أنا هبة.. أشرت إليها نحو غرفة النوم ومازالت الدهشة تتملكنى.. أغلقت الباب من الداخل بالمفتاح وأطفات أنوار الصالة في توقيت لا يتجاوز الثلاثين ثانية، ثم اتجهت صوب غرفة النوم. هذه المرة كانت صدمتى أشد وقعًا.. وجدت السيدة وقد رقدت عارية تمامًا وملابسها مكومة على مسند السرير.. اعتقدت أن هلاوسى رجعت الّى مرة أخرى.. لكنها كانت تكلمنى بابتسامة عريضة وعندما لاحظت توترى وحيرتى، نهضت بسرعة واحتضنتنى وأخذت بيدى كما تأخذ الأم بيد طفلها الصغير وهي تدخله الحضانة لأول مرة.. أرقدتنى بجانبها وهمست في أذنى: إنت زعلت؟.. ثم قامت بنصفها العلوى ومدت يديها بآلية جاذبة سروالها الصغير وصدريتها ذات اللون الأحمر القانى.. وارتدتهما في عجالة وهي تنظر تجاهى وتقول: إيه رأيك؟.. نظرت إليها نظرة سريعة ولم أعلق.. وقفت على السرير ولملمت باقي ملابسها وهي تقول بزهق: لأ دا أنت حكايتك حكاية أنا هلبس هدومى كلها تانى وابقى قلعنى أنت براحتك.. جذبتها من سمانة قدمها قائلاً بحدة: اقعدي.. رقدت بجوارى ثم أدارت لى وجهها تتأملنى وهى حائرة النظرات.. لن تفهمنى هذه الغبية، من النقاب حتى العرى المطلق في لحظات.. صدمتنى ببجاحتها وهي تقول: أنت هتفضل تبص لي.. مش هاتخلّص..

وضعت يدى على جانبها المنبعج وتحسست بطنها البارز وقلت بسخرية وانا أقلدها: أنا جسمي زي أثار الحكيم.. قالت بتحدٍ: أيوه زيها هو أنت يعنى كنت شفت جسم أثار؟

تجاوز الحوار بعد ذلك قدرتى العقلية، فانهمكت بجد وإخلاص حتى انتهيت.. جلسنا بعدها نأكل بعض الفاكهة.. فقالت وهي تلقى ببذور العنب في الطقطوقة: تحب تكمل أنا فاضية لحد الساعة اتنين.. اعتذرت لها بأن لدى موعدًا.. طلبت منى تحديد مواعيد اللقاءات.. قلت كمن يتخلص منها: هبقى أكلمك في التليفون، يئست فاستأذنتنى لتستحم.. عادت ترتدى ملابسها أمامى ثم قالت بأدب: عندك مصلية.. تسمرت قليلاً ولم أعلق، ثم أشرت إليها بيدى تجاه الدولاب.. فتحته ولمحتها في الدرفة السفلية فجذبتها بسرعة وهي تسألنى عن اتجاه القبلة.. خرجت بها إلى الصالة وأضأت الأنوار وأنا أشير نحو نوقع القبلة.. صلت ثم عادت تزدرد حبات العنب بتلكؤ.. ناولتها نقوداً لم تعدها ودستها في حافظتها الصغيرة.. لم يعد بيننا حوار أو كلام ممكن أن يقال.. بعد أن هندمت ملابسها على جسدها أمام تسريحة الدولاب.. اتجهت إلىّ وخبطت على فخذى بيد رقيقة وقالت على استحياء: ممكن أسألك سؤال بس أوعى تزعل؟.. قررت ألا أعطيها نقوداً تحت أي مسمى تدعيه وقلت بتأفف: اسألى..

قالت: انت حقيقى اسمك مصطفى. ولاّ مغير اسمك وبعدين تطلع قبطى زي وليام؟ لم أستوعب ما قالته في بادئ الأمر ثم جرجرنى فضولى لسؤالها : ليه؟ .. قالت: أصلى بصراحة مابحبش أعمل الحاجات دي مع مسيحيين.. حرام.

صرخت فيها وسببتها وأنا أقول: يا بنت الكدابة أنا أصلاً عرفتك من قبطي.

قالت: والله العظيم بعد ماعرفت إنه قبطي ما خلتوش يلمس ضوفر من صباعى، وبقينا اصحاب بس..

هبة غادرت شقتى ولم تعد إليها أبدًا..

مازال يشغلنى شاغل.. من منا مريض الشيزوفرينيا.. أنا أم المجتمع؟ ولماذا أنا حائرٌ دائما بين مجتمع أحبه ولا أقدر العيش فيه أو التعايش معه.. ومجتمع أكرهه وألتصق به.. قصتى مع مارشا كانت لابد أن تنتهى منذ فترة طويلة.. لماذا أتمسك بها إلى الآن؟ أدور في فلكها.. مدارها يجذبنى أينما كنت.. مهما ابتعدت أعود إليها.. حالتى خطرة وتتفاقم يوميًا.. ولا أدرى كيف ستكون نهايتى؟

هل سأظل معلقًا بين السماء والأرض؛ آرائى وقيمى وموهبتى وعلاقاتى بالآخرين؟

أحتاج إلى ياسمين الأن كي أغسل ذنوبى على بابها.. هل أطلب منها المجئ؟.. وأظل أدور وألف بالمواضيع.. غير قادر على البوح المباشر.. عاجز عن إيصال مشاعرى بالتفصيل.. وتعود البنت الصغيرة فى آخر الأمر إلى بيتها تسأل نفسها كثيرًا عن غريب الأطوار الذي دخل حياتها فجأة، وتجهل ماذا يريد منها بالتفصيل.


" تغريدة البجعة "

مكاوي سعيد

الدار للنشر والتوزيع

ص 93- 98

****

عجيب أمر هذا الإنسان؛ بكل سهولة ينتقل من نقيض لنقيض، بل وينسى تماما، ما كان عليه، حتى أنه يبدو وكأنه لا يتخيل أن ما كان يحدث حدث، هذا الأمر يبدو جليا، إذا كان لك مثلا علاقة بإبنة خالتك، ستكون معك يوما.. تقول أنك تحبها، تجردها من ملابسها، وتفعل بحرص خوفا من الفضيحة، وبداخلك شعور التضحية، لأنك تشبع رغبة داخلها، ولو لم تفعل لأعطيتها فرصة إشباعها خارج إطار العائلة، ويكون العار الذي سيلاحقك في كل مكان، ويتردد داخلك أقوال على غرار أن

"جحا أولى بلحم توره"

العجيب أنها عندما تتزوج، ترتدى النقاب، وتتقابلان في الزيارات العائلية، ستعاملها كما يليق بإبنة خالتك المتزوجة التي تصلى ولا تترك فرضا، ولن تضبط نفسك ولو مرة واحدة عندما تفكر فيما كنتما تفعلانه في الماضي، وإذا سمعت أن أحدا يتقول عن ماضيكما، ربما تتعجب من ضميره الأسود وستقول عنه بكل صدق إنه كاذب.


" كيرياليسون "

هاني عبد المريد

الدار للنشر والتوزيع

ص 75 – 76

الثلاثاء، مايو 13، 2008

كوتبز الطلاب

لم ولن أنسي هاتان الكلماتان اللتان كانتا سببا في أرقي هذه الليلة. حكاية "كوتبز الطلاب" لم تكن البارحة عندما كنت في حصة في جامع التضامن بالعمرانية، أبدا أبدا، بل كانت منذ شهرين تقريبا غير انني لم ولن أنسها. تخيلوا معي إذن، أحبائي في الله، علاقتي بهاتان الكلمتان. أعشقهما عشق لا نهائي حتي أنني استيقظت مهرولا ناحية حاسوبي الشخصي افتحه لأدخل على مدونتي واكتب تدوينة كي اصف مدي حبي لهما وكي لا أسمح للزمن أن يفعل ما يفعله فيّ يجعلني انسهما. بل وأيضا لاعتذر لهما لأنني تأخرت على أن أكتب فيهما المديح، وكان هذا لا يجب أن أفعله. كان يجب علي أن أكتب التدوينة فور ما سمعت هاتان الكلمتان. على أية حال لا يفيد البكاء على اللبن المسكوب. أنا الآن أعتذر وأتعهد ، من خلال هذه التدونية، إليك يا "كوتبز الطلاب" بأنني لن أنساك أبدا ما حييت. وأصلا بدون اراداتي لن أستطيع فراقك. "كوتبز الطلاب" يا سلااااااااااااااام. آه لو تقرأ معي عزيزي القاريء مأساتي مع "كوتبز الطلاب".........

منذ هاذين الشهرين، المكان: جامع التضمان بالعمرانية في حصة لتالته اعدادي. ما فيش بشرح "
S" الملكية. غلطتش انا ؟؟؟!!! ده كتر خيري كمان أني لسه بشرحها لطلاب في تالته اعدادي. المهم، بدي مثال وبقول:- لو عايزين نقول بالانجليزي " قلم أحمد" فنقول " Ahmed's pen " يعني يا ولاد بنضيف حاجه اسمها " apostrophe و s " يعني " 's " للشخص الذي يمتلك الشيء الذي سيأتي بعده مباشرة. ماشي ؟؟؟؟؟؟

بعد ما فهمت ان الولدين فهموه القاعده، وطبعا عملوا على انهم يفهموني ان القاعده دي قديمة يعني واني ما بشرحش حاجه في ام المنهج. قرت يعني صراحة وقلت في عقل بالي اني هقول النقطة اللي بعديها في عجالة. النفطة اللي بعديها هي اننا لو عايزين نضيف
الأبوستروف اس دي لـ " noun " جمع يعني مضاف ليه s الجمع اصلا نعمل ايه؟. يعني لو عايز اقول بالانجليزي " كتب الطلاب " والطلاب دي جمع يعني مش طالب واحد، اعمل ايه يا حسام؟؟ حسام رد: تبقي " كوتبز الطلاب " يا ميستر. وبجد يا جماعه لو هو بيشتغلني كنت قلت. انما وحياة ماما وبابا ده مستوي طالب من الطلاب اللي بقابلهم واللي بحس انهم هيكونوا سبب في اني اقطع الخلف واتحرم من كلمة دادي. عليهم اللعنة مثل هؤلاء الطلاب والمدرسين اللي اسسوهم. اه وقبل مانسى وكمان يحرقها شغلانه شغلانة المدرس في الزمن ده.

الثلاثاء، أبريل 22، 2008

مبارك مات ...... على الفيس بوك

ونحن نعيش في أجواءِ العصرٍ العولمي، وبقراءةٍ عابرةٍ للأحداثِ المنصرمة، يبدو هكذا أن الثورةََ المنتظرَ قيامِها في مصرَ سيكونُ منبعُها إليكتروني إنترنتي – نسبة إلى الإنترنت. وأتوقعُ أنا - والله أعلم طبعا - أن يكونَ مركز هذه الثورةِ تحديداً على هذه الشبكة العنكبوتية هو هذا الموقع الشهير الذي فرض نفسه على العالم في الفترة الأخيرة وهو موقع الفيس بوك ( Facebook )؛ إذ انتشر على الموقعِ مؤخراً الكثيرُ من الجروباتِ التي تنادي بسقوط النظام وبالتغير وأيضا بعدم توريث الحكم إلى السياسي الشاب جمال مبارك.


"إضراب 6 إبريل" الماضي مثلا، منبعه، لمن لا يعرف، هو جروب على هذا الموقع. مؤسسته شابة – 27 سنة ليسانس ألسن – عضو بحزب الغد ولكن لم يكن لها نشاط ميداني قبل أن تنشأ جروبها على الفيس بوك الذي كان بذرة ذلك الإضراب. ذلك الإضراب الذي لم يترك بصمة واضحة سوى أن أمن الدولة قام في يوم 17 إبريل باعتقال هذه الشابة - إسراء عبد الفتاح أحمد – التي انتهت التحقيقات معها بعدم خطورتها على الأمن القومي وأن جروبها هذا هو فكرة ذاتية ساذجة غير مبيتة النية وليس فكرة تنظيمية إرهابية. ولهذا أصدر السيد المستشار النائب العام قراره بإخلاء سبيل إسراء بضمان محل إقامتها. ولكن ما أن خرجت إسراء من قسم قصر النيل اختفت ولم تظهر إلى الآن. أين إسراء؟؟! الله ووزارة الداخلية أعلم.


جديد جروبات المعارضة على موقع الفيس بوك هو جروب مبارك مات الذي أنشئه بطرس ميشيل - الإرهابى الدولي المؤسس لتنظيم أنا ارهابى. من الواضح هكذا أن روح الخنوع والخضوع قد خرجت أخيرا من الأجساد المسيحية، وأصبح لدى المسيحيين الشجاعة، غير المعهود بها، للتحريض على معارضة نظام الحكم بل وعلى قلبه أيضا، الأمر الذي يجعلك تتأكد من أن الظلم قد استفحل واستياء الشعب من حكومته قد بلغ الحلقوم.


المميز للجروب عن غيره من أمثاله هو أنه صنع لنفسه أغنية باسمه. كما أن أغنية "مبارك مات" تقرر أن تكون الأغنية الرسمية لإضراب يوم 4مايو القادم: يوم عيد الميلاد الثمانين لسيادة الرئيس والقائد العام للقوات المسلحة. إذن فهناك إضراب آخر في هذا اليوم. وددت فقط تنبيه من لم يعرف لتخطيط برنامجه في هذا اليوم. إما أن يجلس في بيته وإما أن يخرج للمشاركة في هذا الإضراب.


عودة إلى موضوع الأغنية ...... بشكل عام خرجت الأغنية بعباءة إيقاع الراب كأغاني فريق M.T.M ، وهي تحتاج منك أن تدقق السمع فيها أو أن تسمعها مثنى وثلاث ورباع كي تتفهم كلماتها. وعندما تفعل ذلك قد تستاء من جملها أو على الأقل من جملة واحدة أرى - أنا شخصيا - أن جملا مثلها تحول القضية إلى أمر تافه قذر. يمكنك أن تسمع الأغنية بعد تحميلها بالضغط هنا.

الأحد، أبريل 13، 2008

الترجمة العربية الأولى لـ ((لأوبانيشاد)) ... استخفاف بعقلية القارئ العربي


""Datta. Dayadhvam. Damyata.

لو كنتَ قد قرأتَ قصيدة "ت.س.إليوت" الشهيرة "قصيدةَ الأرض الخراب " فبالتأكيدِ أنه قد مرت عليك هذه الكلمات الثلاث التي جاءت في السطرِ قبلِ الأخيرِ من القصيدة. ومثلما يحدث لأي قارئ لهذه القصيده منذ بدايتها يتعجب ولا يفهم معاني جملها المعقدة التي تبدو عبثية للوهلة الأولى إلى أن يلجأ إلى الحواشي التي كتبها إليوت بنفسه فتضح له بعض الرؤى، ويفهم ما هو المقصود من هذه الكلمات الغريبة، وما ستجده هو أن إليوت يشير بإقتبسها من هذا الشي الذي يسمى الـ Upanishads!! بالضبط كانت إشارته هكذا:""Brihadarayaka-Upanishad v, I. إذا أكملتَ قراءة تفسيره ستفهم أنَّ فكرة عنوان القسم الخامس الذي أسماه (ما قاله الرعد) مأخوذ من خرافة معنى الرعد في الأوبانيشاد الهندية، وأن هذه الكلمات – "داتا، داياد هفام، داميتا" – تعنى بالترتيب: "اعطوا، تعاطفوا، سيطروا" كثلاث مفاتيح للخروج من الخراب الذي حل بهذه الأرض، أو هذا العالم في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

اعتقد أنك قد فهمتَ المقصود، وهنا يكون أمامك خياران: إما أن تكتفي بهذا القدرِ من البحثِ عن المقصود من وراء هذه الكلمات وتنهي قراءتك لهذه القصيدة المعقدة الفهم، وإما أن تكمل بحثك عن شيء باللغة العربية لتشرح لك ما هذه الـ الأوبانيشاد الهنديه، وعن أي شيء تتحدث؟! لو كنت قد اخترت الخيار الثاني؛ فنتائج بحثك شبه مضمونة: الأوبانيشاد: محاورات فلسفية في أسفار الهند الدينية القديمه، كتبت بعد "الفيدا" ولها أهمية في تطور "الفيدانتا"، هكذا جاءت مادة "الأوبانيشاد" في الموسوعة العربية الميسرة مثلا التي لم يتم تحديثها منذ صدور الطبعة الأولى لها في عام 1965. النتيجة الاكثر ضماناً أنك بالتأكيد لم تعثر على ترجمة عربية للأوبانيشاد قبل عام 2008. أتخيلك ساعتها تتخلى عن أي شيء باللغة العربية هذه وتلجأ للبحث عن شيء عنها بالغة الإنجليزية مثلا. وهنا أعرف أنك حتما قد عثرت على الكثير والكثير عنها وعن فلسفتها، بل وأؤكد أنك وجدت لها ترجمات إنجليزية كثيرة متوفرة على شبكة الإنترنت. صحيح أنني أعتقد أن ليس من بينها الترجمة الإنجليزية الأصلية لها، إنما يكفى أصلا أن لها أكثر من ترجمة وأكثر من محاولة لتبسيطها ليقرأها أكبر قدر ممكن من جمهور المثقفين في الغرب.

"الأوبانيشاد"، لمن لم يقرأ عنها إلى الآن، نصوص للديانة الهندوسية مكتوبة بلغة "السانسكريت" منذ آلاف السنين ومحتواها معلومات عن الله والحقيقة السامية. والكلمة تعنى في اللغة الهندية "الجلوس عن قرب"، ويقصد بذلك أن يجلس التلميذ أمام معلمه ليتلقى منه العلم. عدد الحكماء الذين كتبوا الأوبانيشاد غير معروف، إنما المعروف هم إثنا عشر حكيماً حسب موسوعة جرولير الأكاديمية وهم:- كينا، كاتا، براسنا، مونداكا، ماندوكيا، تايتيريا، شاندوجيا، بريهادارانياسكا، سفيتاصفاتارا، مايتري، كاوشيتاكي.

أول ترجمة للأوبانيشاد كانت من نصيب اللغة الفارسية سنة 1657، وقت ما كانت الفارسية هي اللغة الاكثر قراءة في الشرق. أنجز هذه الترجمة "دارا شخو" الابن الاكبر لـ "شاه جهان". في عام 1804 ظهرت أول ترجمة لاتينيه لهذه النصوص على يد "انكيتل دبرون". بعد ذلك بأربعة عشرة أعوام خرجت الترجمة اللاتينية الثانية التي تأثر بها بعض الفلاسفة أمثال "شوبينهور" الذي قال عنها في مقدمة كتابه "العالم إرادة وفكرة":- "إن ترجمة الأوبانيشاد إلى اللاتينية سنة 1818 هو أكبر إنجاز لهذا القرن ....."

عام 2008 هو عام ميلاد أول ترجمة عربية للأوبانيشاد التي خلَّفها لنا المترجم عبد السلام زيان وأصدرتها مؤخرا دار "شمس" للنشر والتوزيع. ياله من حدث جلل: بالطبع إنه حدث جلل خاصة إذا كان الكتاب أول ترجمة عربية لنصوص يعود تاريخها لأكثر من 6000 سنة وأن هذه الترجمة قد طال انتظارها لأكثر من مئة وتسعين عاما مثلا. أظنك الآن يا قارئ "الأرض الخراب" سعيدا جدا وأنك أكثر القراء حرصا على اقتناء نسخة لك من هذه الترجمة وأنك لن تبخل على نفسك أن تدفع الأربعين جنيها فيها. هذا ما فعلتُه أنا شخصيا، وكان أول عمل قمت به هو أنني عدت لحواشي الأرض الخراب لأعرف من أي أوبانيشاد إقتبس إليوت هذه الكلمات الثلاث التي لم أنسها. كما ذكرت أشار إليوت هكذا: Brihadarayaka-Upanishad v, I. . ما فهمته بعد ذلك أن حرف الـv" " يشير إلى القسم الخامس أما الـ I"" فإلى إلى الفصل الأول من القسم الخامس في أوبانيشاد "بريهادارانكيا" التي احتلت الجزء العاشر والأخير من هذه الترجمة العربية.

هكذا تقسم معظم الترجمات الإنجليزية للأوبانيشاد التي عثرت عليها على شبكة الإنترنت: كل جزء يحتوى على أقسام كل قسم منها يتكون من عدة فصول. إرجع إذن أيها القارئ للفصل الأول من القسم الخامس في الجزء العاشر هذا – جزء "بريهادارانكيا" – في أول ترجمة عربية للأوبانيشاد، لتجد أنك قد أدخلت نفسك،بشراءك هذا الكتاب،في متاهة لا تستطيع الخروج منها. المترجم،عزيزي القارئ، لا يشير في ترجمته إلى فصول أو أقسام في أي جزء من هذه الأوبانيشاد! تصور لم يفعل ذلك على الرغم من أنها أسهل مرحلة في عملية الترجمة هذه!! حتما أنه أرهق نفسه أكثر من سنة لإخراج هذا العمل الجلل إلا أنه أفسده من وجهة نظري باهماله الإشارة إلى هذه الأقسام والفصول الأمر الذي جعلني منذ البداية أقول بأن مثل هذه الترجمة لا تصلح أن تكون مرجعا. لماذا إذن أغفل ذلك؟! لا أتصور أنه لا يدرك أهمية هذه الإشارة. إجابة هذ السؤال ستعرفها عندما تصر على أن تجد هذه الكلمات الثلاث في هذه المتاهة. ما فعلته أنا شخصيا هو أنني وضعت نصا إنجليزيا أمام هذا النص العربي في محاولة للقبض على أول كل قسم وكل فصل من كل قسم لأصل بهذه المحاولة إلى هذه الكلمات التي أتعبتني. وهنا وصلت إلى الإجابة: وا حسرتاه!! الترجمة ليست أمينه .. إنها ليست كامله. إنظر مثلا .. آخر فصول الترجمة كلها هو الفصل التاسع من القسم الرابع لهذا الجزء العاشر المكون في الأصل من ستة أقسام، ويمكنك التأكد من ذلك. لهذا السبب فإنك لن تجد خرافة معنى الرعد؛ لأنها طبعا في القسم الخامس الذي لم يصل المترجم إليه أصلا.

عدم الأمانة يتجلى في كل مكان من الكتاب: فمثلا لم يترجم "زيان" جزء الـ " كايفاليا" وَ الـ "سفيتاصفاتارا" الذي أشار هو شخصيا في تمهيده أنهم ضمن المراجع الرئيسية للهندوس. مثال آخر:- الجزء التاسع – شاندوجيا – يبدأه مترجمنا من الفصل الثالث والعشرين من القسم الثاني وينتقل بعد بضع سطور إلى الفصل الثاث عشر من القسم الثالث. وهكذ قس على ذلك باقي الترجمة.

مثل هذا الشيء الذي فعله "زيان" لا يطلق عليه ترجمة للأوبانيشاد على الإطلاق. هذا الشيء يا أستاذ "زيان" ما هو إلا مقتطفات، مختارات، مختصر للأوبانيشاد أي شيء من هذا القبيل غير أن تستخف بعقولنا لحد أن تجعلنا نتعامل مع الكتاب على أنه الترجمة العربية الكامله للأوبانيشاد.

مسألة ترجمة مقتطفات من أي كتاب أمر وارد وأقبله كقارئ ولكن في حالة أن يشير المترجم إلى ذلك في المقدمة. وهذا الذي لم يفعله أيضا "عبد السلام زيان" في مقدمته التي جاءت في صفحة واحدة فقط ذات الإثنين والثلاثين سطرا اختص ثمانية منها لتوجيه الشكر لمن ساعدوه على تحقيق هذه المتاهة، وقبلها قدم المترجم اعتذارا مسبقا لمعتنقي الديانة الهندوسية إذا كان قد ارتكب أي هفوة في تأويله وترجمته لـ "لأوبانيشاد". وهنا أقول له أنني أعتقد بأن هذه الترجمة لن تصل إليهم أصلا، ويبقى أن تعتذر لنا نحن على شرائنا كتابك.

غلاف الكتاب جاء أسفله اسم "عبد السلام زيان" كما لو كان هو مؤلفه مثلا! كما لم يحتو الكتاب على تعريفا للمترجم؛ حتى أن الصحفيين تضاربت أقوالهم عن جنسيته: فالكثير يعرفه بالكاتب التونسي المقيم بالسويد أما في جريدة روز اليوسف – وفي عددها الصادر يوم 11/4/2008 - فجاء أنه الكاتب المصري المقيم بالسويد.

في نهاية الكتاب خصصت صفحة لكتابة المرجعين فقط اللذين عاد إليهما المترجم وأولهما الترجمة السويسرية التي يبدو أنه اعتمد عليها اعماداً شبه كليأ. والسؤال: هل يعقل لترجمة نصوص كهذه – قتلت بحثا - أن يكون مراجعها بهذه الضآلة؟!!!

الثلاثاء، مارس 25، 2008

مسا مسا على حكومتنا الكويسة

ذات ليلةٍ وأنا في طريق عودتي للمنزل عائداً من بقالة " الأخوة " بشارع مصر إسكندريه البطيء قابلني أحمد بن أشرف (ت) وحدثني وقال:

" شُفْتْ الحكومة اللي مِغَرْبِلَه شبرا يا أحمد؟ " فقلت له:" وما معنى مغربلة يا إبن أشرف؟؟!! " فإبتسم وأجابني: " يعني اللي ماليه شبرا وبَقيت في كل مكان " فأشرت له بإماءةٍ بوجهي تَدُل على تَفَهُمي لمعنى الكَلِمَة وعلى أيضا عدم رؤيتي لهذا الشيء ورغبتي الشديدة في الاستماع لحديثه، وأكدت له ذلك عندما قلت له: " آآآآآه ...ها ... كَمِّل. " مرة أخرى أعاد إبن أشرف كلامَه ولكن بإسلوبٍ خبريٍّ هذه المرة فقال: " الحكومة بقيت في كل حته في شبرا يا أحمد." بالطبع سَأَلْتُه عن السبب فرد عليِّ: " الحشييييييش ... الحشيش بقي مالي شبرا ... شبرا خلاااااص بقيت وكر حشيش. " وفي هذا المقام، يذكر لنا صاحب "سير أعلام شباب شبرا" أن أحمد أشرف هو واحدا ً من شاربي البانجو سابقاً والحشيش حالياً، بل وينتفع من وراءِه عن طريقِ شراءِه من منطقةٍ بشبرا الخيمة تسمى " أبو الغيط " مشهورة بتجارة الحشيش، يشتريه بسعر معين ويبيعه بسعر أغلى أو بنفس ثمنه أحيانا ولكن بعد أن يكون قد قضم منه ما يكفيه للف سجارتين أو عمل خابورين من الحشيش.

المهم أنه تابع حديثه مؤكداً لي استمرارية نزول الحكومة لأرض شبرا وأنها كلما مشت متراً " بتتكعبل في حشيش." وأضاف إبن أشرف أنّ الحشيش أصبح في متناولِ أيدي شباب شبرا كالسَّجَائِر حتى أنه قال: " د حنا مابقاش معانا سجاير في جيبنا يا أحمد قد الحشيش. "

في هذه اللحظة قاطعنا محمود سعيد (ت) بعد أن خرج من بيت خاله - الشيخ محمد. هذا الشيخ الذي سمعت من إبن أخته - محمود سعيد- شخصياً أنه يغتابني لأنه يكره فيَّ أن معظم أصدقائي بشبرا،هذا إن لم يكن كلهم، من الضالين المسيحيين. وأيم الله إنه لأمر عُجَاب: شخص يركز مع الغريب وصدقاته بالمسيحيين ويغفل عن إبن أخته شارب الخمر والبيرة والبانجو والحشيش وما شابه ذلك!!!!!!! الجدير بالذكر أنّ هذا الشخص ليس هو الوحيد الذي تحدث عن مسألة صداقاتي هذه بالمسيحيين؛ فهناك الكثيرون الذين لا يسعُني الآن أن أتحدث عنهم لأنه سيضطرني ذلك للخروج عن موضوعي الأساسي – موضوع " حكومتنا المصرية : حكومة الحشيش." هذا من جهة، ومن جهة أخرى فأنا آبى على نفسي أن أشتت جهودي في الحديث عن مثل هؤلاء المتأسلمين الوهابيين.

المهم خرج إبن سعيد (ت) .... تبادلنا السلام والبوس والأحضان .... أقحمته في الموضوع فأنا نسبياً أثق في حُكْمِهِ على الأمور أكثر من حُكْم العالم بأمور الكيف فقط – أحمد بن أشرف بن عبد اللطيف (ت). بالفعل أكد لي إبن سعيد أيضاً كثرة نزول الحكومة لأرض شبرا هذه الأيام وتفتيش كل من يقف على النواصي. تأكدت وبدأت أوجه أسئلتي لإتجاه أخر: إتجاه: " طب دي حاجه حلوه يا ترى؟!! يعني أفهم من كده إن شبرا هتنضف يا جدعان ولا اللي بينزلوا دول لو شافوا حشيش هيخدوه ليهم أو هيسمحوا بيه مقابل فلوس يخدوها؟؟؟؟ " سألت السؤال فقط لأتعرف على منهجية هؤلاء الفقهاء الجدد ورأيت أن الأراء بدأت تختلف ما بين إبن أشرف وإبن سعيد (ت). فإبن أشرف يرى أن " الحكومة بايظه بايظه رُحْت ولا جيت عُمْر شبرا ولا مصر ماهتنضف. " أما إبن سعيد فيعتقد بأن هذه الخطوات هي باكورة إستراتيجية لتنضيف شبرا. وإستعان في إعتقاده هذا بتصريح أدلاه أحد ضباط أمن الدولة المحروسه – لا أتذكر رتبته الآن – لأخيه – مقه – إذ قال هذا الضابط لأخيه بأنه سيأتي اليوم " اللي هتبقى الحكومة فيه في كل ناصيه في شبرا البلد عشان تنضف. " لا محمود سعيد (ت) ولا أنا بالطبع نعرف لماذا؟ ولماذا الآن بالذات؟

المهم أنَّ النقاش والإختلاف حول هذه المسألة قد إحتدم بين الفقيهين في الحشيش – أحمد بن أشرف ومحمود بن سعيد (ت). وهنا أرى أنه من الواجب علىّ أن أفض هذا الإشتباك في تدوينتي هذه وأوضح أن هذه المسألة هي فعلاً من المسائل المختلف عليها في فقه الكيف. ولذا سأعرض من كتاب " فقه الكيف " لصاحبه " المزاجنجي بن صاحب دماغه (ت) " ما يوضِّح هذا الخلاف ويلخص الآراء.

في مسألة: عقاب من يُمْسَك ومعه بانجو أو حشيش

إختلفت آراء الشَّرِيبه في هذه المسألة:

فمنهم من يقول: أن الأمر سواء في كلتا الحالتين. من مُسِكَ ببانجو كمن مُسِكَ بحشيش، كلاهما " هيتنفخ. " ويمثل هذا الإتجاه 10% من مجموع فقهاء الكيف.

ومنهم من يقول: أن الأمر سواء أيضاً ولكن مع اختلاف السيناريو الذي سيحدث. فأنصار هذا الإتجاه – الذي يمثله 30% - يؤمنون ويتصرفون على أساس أن من يُمْسَك ومعه أي شيء كان ما عليه سوى أن يُدْخِل يده في جيبه تخرجُ سوداءٌ بسوءٍ مُمْسِكَةٌ بـ 20 جنيه يلقي بها في يد أمين الشرطة الذي سيبادر بوضعها في جيبه وإخلاء سبيل الشريِّب. أما المشكلة فتكمن في إذا كان ممثل الشرطة الذي أمْسَكَ بهذا الشريب ليس أميناً بل ضابطاً - أو رتبه كما يقولون. في هذه الحالة، فعلى الشريب إما أن يدفع أكثر أو أن يرضى بأن يكونَ بطل السيناريو الذي قام بتأليفه أنصار الإتجاه الأول وهو سيناريو مسلسل " خد بالشالوت والقفا ... وتعالى إلبس تهمه يا هفأ."

أما الإتجاه الثالث والأخير والمتمثل في نسبة 60% فيرى أن الامر ليس سواء على الإطلاق. بل ما يحدث هو أنّ من يمسك ببانجو "فده اللي بيتنفخ" وأنّ من يمسك بحشيش فَيُخْلَى سبيله في الحال ولكن بعد أن تُأْخَذ منه كمية الحشيش المضبوطه معه لِيُدَخِّنُها ممثلوا شرطة الديار المصرية حَفِظَهُم الله ورعاهم وجَعَلَهم سندا وعونا لنا . ويشرح لنا أنصار هذا الإتجاه سبب تفضيل ممثلو شرطة الديار المصرية للحشيش عن البانجو بأنَّ أمناء الشرطة والضباط أصبحوا لا يشتهون البانجو معللين ذلك بأنه " كيف بوابين " وأن الحشيش " كيف ملوك ". وبالفعل فالمتابع لحركة تداول بورصة الكيف يعرف جيدا أن سعر الحشيش يفوق سعر البانجو بمراحل.